منتديات عنزة في سوريا
اهلاًوسهلآ بكم في منتديات عنزة في سوريا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات عنزة في سوريا
اهلاًوسهلآ بكم في منتديات عنزة في سوريا
منتديات عنزة في سوريا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نبذه عن محافظة الرقة

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

نبذه عن محافظة الرقة  Empty نبذه عن محافظة الرقة

مُساهمة من طرف محمد الرمثان 22nd فبراير 2012, 07:46

لماذا نقل "الرشيد" إدارته إلى "الرافقة"؟






قيل قديماً في "الرقة" الكلام الكثير، فهي تستمد عظمتها من مجاورتها لنهر الفرات العظيم، فلا عجب أن يكون إلى جوارها أقدم مسكن في التاريخ، كما تدلل التنقيبات الأثرية في منطقة "المريبط" التي تعود إلى أكثر من /10/ آلاف سنة من الآن.




وطيب مناخ "الرقة" له أكثر من سبب، فهي أولاً تكتسب لطائف الجو لوجود الماء والشجر، وثانياً لا تبعد "البادية" عن النهر كثيراً...

و"البادية" أيام زمان كانت تتميز بطيب مناخها، وكثرة أشجارها، وشجيراتها الرعوية، ومسايل أوديتها التي تنضح بالحياة، وترتع في سهولها عانات الغزلان، التي توفر إمكانية تحقيق هواية الصيد، التي ما زلنا نتلمس في حاضرنا بقاياها.

وقيل أيضاً بأن الدنيا أربعة منازل: "دمشق"، و"الرقة" و"الري" و"سمرقند"، وهو ما يؤكد قيمة السؤال المطروح، لماذا اختار الخليفة العباسي "هارون الرشيد"، مدينة "الرقة" داراً للخلافة؟ ثم هذا السؤال لم يأتِ من فراغ، فقبل "الرشيد" جاء الخليفة الأموي "هشام بن عبد الملك" إلى "الرقة"، وبنى بساتينها، التي مازالت آثارها تدل عليها في منطقة "الغوطة"، جنوب "الرقة"، والتي تعرف ببساتين "هشام"، لكنه هجرها لكثرة البرغش على شاطئ الفرات، وسكن "البادية"، بعد أن أعاد الحياة إلى مدينة "الرصافة"، لكن "الرقة" في أيام "الرشيد" بلغت أوجها من الناحيتين العمرانية والفكرية، حتى أصبحت تشبَّه أيام "الرقة" بأيام العروس، ومع ذلك آلينا أن نعرف لماذا اختارها عاصمة لملكه؟

الباحث الآثاري "محمد العزو" الذي التقيناه بتاريخ 9/2/2010 أجاب عن سؤالنا قائلاً: «في بداية العقد الأخير من القرن الثامن الميلادي، نقل الخليفة العباسي "هارون الرشيد" مركز الخلافة من بغداد إلى الرقة، ولمدة عشر سنوات، ويرى الكثير من الباحثين والمؤرخين، أن انتقال الخلافة يعود إلى عدّة أسباب، أولها أن "الرقة" كانت مبنية حديثاً، وجاء مخططها على شكل حصن عسكري متين، إذ إنها محاطة بسورين عظيمين ومدعمين بأبراج قوية ومتينة، ويحيطهما خندق عرضه من الأسفل ثمانية أمتار، ومن الأعلى /16/م، وعمقه تسعة أمتار.

ثانيها أن "الرقة" تقع بالقرب من حدود الإمبراطورية البيزنطية، لذلك كانت توفر سهولة التصدي لأطماع البيزنطيين، والقيام لغزوات للدفاع عن ثغور الدولة العربية، لكون "بغداد" تبعد عن الثغور مسير ثلاثة أيام، وهذا يشكل عبئاً على تنقل الجند والتجهيز لخوض المعارك.

ثالثها، كان "الرشيد" يعشق "الشام"، وأرض




الرقة القديمة ويبدو سور الرافقة"الشام"، وكان يحب أن يسلك طريق الحج عبر "دمشق"، التي تبعد عن "بغداد" مسافة أطول من المسافة التي تفصل بين "الرقة"، و"بغداد". رابعاً، تميزت "الرقة" بطقس جميل ومنعش، حتى قيل بأن الأشجار تظلل الطريق بين "الرقة" و"بغداد"، خامساً ما جاء على لسان الباحثين، أن هموم "بغداد" كثيرة، وهو بذلك كان ميالاً إلى كثرة وجود العنصر العربي، وهو ما تحققه "الرقة"، بوجود العنصر العربي في ديار "مضر"، والتي قصبتها "الرقة"».

ويتابع "العزو" حديثه في السياق ذاته، قائلاً: «هناك مجموعة من الأسباب الأخرى التي جعلت "الرشيد" يختار مدينة "الرقة" مقراً دائماً له، إذ إنه خلال عشر السنوات التي قضاها في "الرقة"، لم يسافر إلى "بغداد" إلاّ في سفرته الأخيرة التي قضى فيها نحبه بالقرب من مدينة "الري".

وكان الرشيد يحب أرض "الجزيرة" ذات التاريخ العريق، وأيضاً لقربها من أرض الشام، لذلك قام بتشييد مدينة كاملة من القصور والمنشآت المعمارية الأخرى خارج أسوار "الرافقة"، وتألفت من أسواق ومصانع لإنتاج الزجاج والخزف الرقي، الذي اشتهرت به "الرقة" على مرِّ العصور، وهذا ما أظهرته معاول التنقيب الأثري خلال /50/ سنة مضت، ويبلغ اتساع هذه المنشآت المعمارية التي شيدها الرشيد /3×4/كم، ومازالت أطلال قصوره، وخاصة القصر الجنوبي ظاهرة للعيان، حيث قامت المديرية العامة للآثار والمتاحف بترميم هذا القصر، الذي أصبح الآن مهيأً لاستقبال الزوار من كل أنحاء العالم».

وحول بناء "الرافقة"، تحدث إلى موقعنا الباحث الأستاذ "محمد عبد الحميد الحمد"، قائلاً: «كان "المنصور" يحب علم النجوم بل لا يعمل إلا باستشارة منجميه، وعندما هم ببناء "الرافقة" استشار راهباً له علم بالنجوم، فبعث إلى الراهب وقال له: هل لك علم بأن إنساناً يبني مدينة ها هنا؟ فقال الراهب: بلغني أن رجلاً يقال له "مقلاصاً" يبنيها. فقال "المنصور": أنا والله "مقلاص". وأمر في سنة /154/هـ /772/م ببناء "الرافقة"، وأسند الإشراف والتخطيط إلى "الحجاج بن أرطئة النخعي" من أهالي "الكوفة"، نصب قبة المسجد الجامع،



الرقة الحديثة ووزع بأمر "المهدي" الأرض على القبائل العربية وأهل "خراسان" وسوّر حولها بخندق، وبنى على الفصيل الخارجي بابين هما "باب السبال" و"باب الرُّها"، الذين أكملهما "الرشيد" فيما بعد.

جلب "المنصور" البنائين من العراق، وفرض على أهل الذمة من أهل "الجزيرة" وبلاد "الشام" إتاوات لاستكمال البناء. فاحتج الأهالي إلى "المنصور"، ولكنه لم يستجب لهم».

وعن طريقة البناء التي شيدت فيه "الرقة"، يقول "الحمد": «بنيت المدينة على شكل مدينة "واسط" في العراق، واشتهرت المدينة بأبوابها التي لا مثيل لها في ذلك الزمان. سكن "المهدي" مدينة "الرافقة"، وكان معه منجمه وطبيبه "ثيوفيل بن توما الرهاوي"، توفي سنة /783/م، يقول "ابن العبري": "كان "المهدي" رغم تظاهره بكرهه للزندقة، متعلقاً بالسحر والعرافة، وقد جمع أكثر كتب السحر المترجمة له ولأبيه "المنصور"، ومما زاد حبه لطبيبه "ثيوفيل" تضلّعه بعلم النجوم.

وفي زمن الخليفة "هارون الرشيد"، نقل مقر حكمه إلى "الرافقة"، فزاد في عمارة المدينة ونقل الأسواق إلى خارج الأسوار، وبنى قصوره على "البليخ"، وغرس في الضواحي جنائن كثيرة، وجلب إلى "الرافقة" نهر "النهايا"، النيل، ونهراً ثانياً من "سروج"، وقد احتفر له نهراً جديداً ليسقي قصوره».

أما لِمَ نقل "الرشيد" إدارته إلى "الرافقة"؟، فيتحدث "الحمد"، قائلاً: «نجد أجوبة عدّة حول ذلك، منها لطيب مناخ "الرقة"، ولطافة هوائها، ولذيذ لياليها، لأنها أجمل مصايف الدنيا كما يقول "الأصمعي". ولكن "الرشيد" باعتقادي نقل إدارته إلى "الرقة" لأسباب سياسية محضة، منها مجاورتها للثغور.

بنى "الرشيد" أسوار "الرافقة" وأسواقها، وأخرج أهل سوق "هشام" العتيق من داخل "الرقة" إلى خارج أسوار "الرافقة"، التي صارت داراً للعلم والثقافة، ففي بلاط وزيره النابه الذكر "يحيى بن خالد البرمكي" ترجم كتاب "بطليموس" في الفلك، كما ترجم كتاب "إقليدس" في الهندسة، وكتاب "أوريباسيوس" في الطب، ومعظم كتب الفقه والأدب، ونقلت دكاكين الوراقين من "بغداد" و"البصرة" إلى "الرقة". ثم في عصر "المأمون" نقلت مكتبة "الرشيد" إلى "بغداد" لكي تكون نواة "بيت


من شواطئ الفرات .

كما راجت صنعة الوراقة في ذلك العصر. وصار الناس يتفاخرون بعدد الكتب في مكتباتهم الخاصة. قال "إسحاق الموصلي": نقلت إلى "الرقة" ستة عشر صندوقاً من الكتب، فأجابه "الأصمعي": أما أنا فلم أحضر إلا قمطراً واحداً. فاستهان "الموصلي" بذلك القمطر، فرد عليه "الأصمعي": قمطر واحد من الحق أليس كثيراً؟. لأن كتب "الأصمعي" في اللغة والأدب والشعر، أما كتب "الموصلي" فكانت في علوم الأوائل والفلسفة والموسيقا».

وأخيراً ها هو "الصنوبري" شاعر "الرقة"، الذي عاش مجدها، يقول في وصفها:

«واهاً لرافقة الجنوب محلـة/ حسنت بها أنهارها وجنانها

يا بلدة مازال يعظـم قدرها/ في كل ناحية ويعظم شانها

أما الفرات فإنه ضحضاحها/ أما الهني فإنه بسـتانهـا

وفي قصيدة أخرى، يقول:

لا تلمني بالرقتين ودعني/ إن قلبي بالرقتين رهين».
محمد الرمثان
محمد الرمثان
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام

عدد المساهمات : 368
تاريخ التسجيل : 18/05/2011
العمر : 49
الموقع : المملكة العربية السعودية

http://anza syra.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

نبذه عن محافظة الرقة  Empty رد: نبذه عن محافظة الرقة

مُساهمة من طرف قاسم العوادي 6th مارس 2012, 05:43

محمد الرمثان
الله يعطيك العافية على الموضوع الطيب

قاسم العوادي
عضو مجلس الإدارة
عضو مجلس الإدارة

عدد المساهمات : 156
تاريخ التسجيل : 30/05/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى