الشيخ المجاهد سلطان الطيار

((أبو عنزة)) الشيخ سلطان ابن سطام الطيار شيخ قبيلة ولد علي


نبذة عن حياة الشيخ سلطان الطيار ، فقد نشأ يتيماً في أحضان أخواله لفترة ثم تول رعايته وتوجيهه أحد مواليه من كبار السن وهو ((خلف)) والذي كان كالأب الحنون له وفي مرحلة لاحقه كان الوصي عليه (( رشيد بن محمد السمير )) .

ثم كانت بداية انطلاقته بعد أن شب عن الطوق وبلغ مبلغ الرجال بمن تبقى معه من فروع قليلة من قبائل ولد علي ، ليعود بهم إلى حيث تنزل بقية قبائله ، وكان في ذلك الحين قد تولى قيادتهم رشيد بن محمد السمير وكان رجلاً كبيراً في السن ومجرباً رحب بمقدم الأمير الشاب سلطان ابن سطام الطيار ومن معه من فروع ولد علي وهم (( المشادقة ، وجبّارة ، والطلوح ، وفروع من المحامدة والمشطة )) والتأم الشمل من جديد .

ومن قصائد الشيخ سلطان الطيار هذه الابيات :

يا راكب اللي عدّهـــــــا رف شـيـهــــان
عمليةٍ تزهى الرســــــــن بالشــــــدادي

مقيظها ((النقرة)) مغاريب ((حوران))
ومـــربــاعــهــا يـــم القـــرى بالحمادي

تشدي ظليم بناعم الريـــــش طـــــربان
منذار من حــزم ٍ دابــــــــه ســــــــوادي

حــــر ٍ شـــــراري من سلايـل وضيحان
منوة مطاريش الديــــــــــار البــــعــادي


• شهادات مما قيل في حق الشيخ سلطان الطيار نذكر منها :

* رابطة المجاهدين العرب :
قضى هذا الشيخ المجاهد أكثر سنين حياته في ميدان الجهاد والشرف للذود عن كرامة وطهارة والأراضي العربية عامة والسورية خاصة فلم يترك معركة ضد الاستعمار الأجنبي إلا خاضها واشترك فيها باذلاً الغالي والنفيس والدم في سبيل وطنه العربي وخاض أكثر المعارك التي وقعت بين الجيوش الفرنسية وبين الثوار السوريين مقدماً لهم المال والرجال والسلاح الذي كان يحضره من الأردن والعراق وكان مثالاً للوطن الكبير بتقديمه المال والرجال والسلاح .

* سلطان الأطرش :
كان سلطان الطيار المثل الذي يجب ان يحتذي به لشجاعته وإخلاصه لعروبته .

* جريدة الشعب الأردنية :
لقد كان هذا المجاهد الكبير من الذين جاهدوا بأنفسهم وأموالهم ضد الاستعمار الفرنسي وكانت له معهم جولات وصولات مع أبناء عشيرته الأكارم وابناء عمومته من العرب .

وقد عقب ( يرحمه الله ) من الأبناء (( نواف ، محمد )) .
أما الشيخ نواف ابن سلطان ابن سطام الطيار فقد رافق والده فترة طويلة من عمره إلى أن انتقل للاستقرار في منطقة الجوف عقيب وفاة والده وكان يرحمه الله مثلا طيبا ً يحتذي في الحرص على افراد قبيلة عنزة عامة .

وبقى الشيخ نواف الطيار منافحا ً عن أفراد قبيلته باذلا ً في سبيل ذلك جهده صحته دون كلل إلى أن وافاه الأجل المحتوم في مستشفى قوى الأمن في مدينه الرياض في السادس من شهر رمضان الكريم عام 1412هـ ودفن في مقبرة البقيع في المدينة المنورة إلى جوار المصطفى صلى الله عليه وسلم وجوار والده يرحمه الله وذلك بناء على وصيته رحمه الله رحمة واسعة وله من الأبناء ( محمد وسلطان وصالح ) والتقيت معه رحمه الله في منطقة الجوف في منزل سعود الرشيد واللقاء الثاني عندما زارنا في الكويت في الثمانينات وكان رحمه الله دمث الأخلاق وحريصاً على قبيلته رحمه الله واسكنه فسيح جناته .

وقد رثاه ابن اخيه سلطان ابن محمد الطيار بقصيده بالفصحى حيث يقول فيها :

وعد لابنك أم أبيك الموعدا
يامن دنوت وإذ أراك الأبعدا

ما كنت أحسب إذ تركتك باسما ً
إني أعود لتغسل وجنتيك يدا

هاجرت محمولا ً لطيبة مسدلا ً
نعم الجوار ونعم الجار والبلدا

جاورت أحمد في البقيع وصحبه
فطب بنومك لن يطول المرقدا

أوصى أبيك بدفنه في أرضها
فتبعته وكأنكم في موعدا

ولقد جعلت مجربا ً لك قدوة
حتى المال فكان نعم المقتدا

يا راقدان بيثرب ٍ وبقيعها
غدا ً اللقاء ولن يطول الموعدا

أرخى الآله عليكما رحماته
ونقاكما الثلج الطهور الأبردا

وسقاكما من حوضه وبجوده
سحبا ً تهلّ على بقيع الغرقدا

وقد رثاه هايل منصور الأيدا بقصيدة نبطية منها :

ما لوم ياعين الشقا ليه تبكين
هلّي من الدمع المصفي للاحزان

كل العرب مثلك على الشيخ باكين
بدر ٍ كسف واظلم سمانا ولا بان

مرحوم يا شيخ رحل يوم الأثنين
سادس نهار الصوم من بعد شعبان

مرحوم يا نواف ريف المقـلـّين
ريف الضعوف وريف مسني وجيعان

يصبر على الشدات بالعسر واللين
لو شان وجه الوقت نواف ما شان

يالله عسى أبونا بصف النبيين
في جنة الفردوس يجزا بالإحسان

نسل الشهيد اللي رفع راية الدين
عم الرسول اللي شعل نور الإيمان

سلالة الأصحاب سبط الميامين
وخير الدلايل عندنا شعر حسـّان

مرحوم يا نسل الشيوخ القديمين
ما قبلهم شيخ إلى دور عدنان

أقدم بيوت المشيخه والسلاطين
نفخر بهم من قبل ((صالح) و((كنعان))

مبيوح يا عقب الشيوخ المسمين
تاريخهم يدري به القاص والدان

من معركة ((ذي قار)) إلى دور هالحين
ومن معركة ((مؤته)) إلى دور ((سلطان))

لنا الفخر بطيور شلوى الشجيعين
حمّـاية الساقة بروغات الأذهان

طيايره دوم ٍ على الموت جسرين
إلى جا نهار ٍ فيه رابح وخسران

في ساعةٍ يقضى بها الدين بالدين
سدادها من بينهم روس غلمان

لخو ثنيـّه يرجحن الموازين
مروي شباب السيف في كل ميدان

إليا صفقهم يودع الجمع جمعين
شبل الزراج إلى غشا الجو دخـّان

نطلب له الرحمه وحنـّا محازين
عسى العوض بعده مواريث سلطان

وممن رثاه الشاعر عايد الدواس قال :

((البطمي)) يبكي على راعيه
يبكي على الشيخ نواف

ومشقّ ((سمري)) بعد يبكيه
الشيخ حماي الأطرافي

شعيب ((الضبعة)) نشد عانيه:
عنـّا نهج مابه خلافي ؟

بالجنة عسا الولي ياويه
مرحوم يا زين الأوصافي

بسلامة عياله وعيال أخيه
كل ولد كامل وافي

واللي من الله بعد نرجيه
يحقق لهم كل الأهدافي

والشيخ محمد عواض آخيه
حر ٍ على راس مشرافي

أما الشيخ محمد بن السلطان الطيار فقد التحق في السلك العسكري منذ حداثة سنه وتولى الكثير من المهام العسكرية وخدم قضيه أمته في كثير من المناسبات التي برز بها ولعل من نماذج ذلك قيامه بأسر حضيرة إسرائيلية كاملة لوحده عندما كان برتبة ملازم وتنقل بالرتب العسكرية إلى أن تقاعد برتبة لواء في الحرس الوطني السعودي ، والآن يتولى شئون قبيلته أعانه الله وسدد خطاه وله من الأبناء [ سلطان ، عبدالعزيز ، سطام ، ممدوح ، خالد ((نواف ابن سلطان))] ومما هو جدير بالذكر أنه لم يقفل باب بيته مطلقا ً ليلا ً أو نهارا ً .
وقد أثنى عليه كثير من الشعراء منهم الشاعر مسند الرويلي يقول في قصيدته:

محمد أبو سلطان فتح لنا الدار
سلام يا شيخ طيب الكبد زاده

يجيه من كل الأقطار زوار
ومن فضل ربي ما ذكر باقتصاده

أبوه وجده نافلين بالأذكار
شيوخ الشيوخ أهل الصخا والقياده

إنشد هل التاريخ عن ماضي صار
تلقى كلامي صادق ٍ والإفاده

((أبو عنزة)) يقرن الدار بالدار
رد القبايل عن مرابع ذواده

الشور له وإن زاحمونا بالأشوار
ونلقى من الراي الجليل الرشاده

الحر ينجب من مواريثه احرار
ليا طالع الصيده كفخ له وصاده

رحم الله الشيخ المجاهد سلطان بن سطام الطيار وابنه الشيخ نواف بن سلطان الطيار واسكنهم فسيح جناته.