الفدعان يتصدون لكتيبة تركية
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الفدعان يتصدون لكتيبة تركية
روَى القنصل الإنجليزي في حلب للرحالة الإنجليزية الليدي آن بلنت
عندما التقت به إبان رحلتها عام 1878م تفاصيلَ معركة حدثت بين
الفدعان وكتيبة تركية على سهل الفرات, وكان القنصل شاهد عيان على
هذه المعركة, إذ كان مرافقًا للكتيبة التركية بمعية عصمت باشا قائدها
ووالي حلب آنذاك.
تقول الليدي آن بلنت نقلا عن القنصل في مؤلَفِها قبائل بدو الفرات ص44 وما بعدها:
(أراد عصمت باشا أن يُجرّد حملة عسكرية لتأديب الفدعان من عنزة,
والفدعان بقيادة جدعان كانوا يقيمون في سهل الملح أو المالحة على
الفرات. وثقة في النفس وطمعًا بإظهار المهارة العسكرية طلب عصمت
باشا من القنصل الإنجليزي الانضمام إلى الحملة كشاهد أوربي على ما يفعل.
كان عصمت باشا يقود الحملة بنفسه وفيها كوكبتان من الخيّالة وسرية
مشاة تحمل البنادق ترافقهم أربعة مدافع مقطورة بواسطة البغال.
كان على الحملة أن تسير ستين ميلا, وأن تنام في العراء على هضبة
فوق مملحة الجبول وكانت الليلة مظلمة, والسماء ملبدة بالغيوم. وفي
الصباح الباكر اكتشفت الحملة أن البغال المخصصة للمدفعية قد سُرقت مما
دفع الحملة لأن تقطر المدفعية بواسطة خيول العسكر.
وفي المسيرة الثانية وصل الأتراك إلى السهل وساروا فيه عشرة أميال
دون أن يصادفوا العدو. وعند المبيت شُددت الحراسة على الخيول ولكنها
جفلت أكثر من مرة في الليل. وفي الصباح كان عدد كبير منها قد نقص,
مما أغضب عصمت باشا ولكنه تابع المسير حتى وصل الجروف المطلة
على وادي الفرات, فبدت مضارب الفدعان التي أسرعت للرحيل محدثة ضوضاء وجلبة عالية.
إنها تعبر النهر بأقصى سرعة, وقد فوجئت بوجود الحملة التي ظنّوا بأنها
عادت من حيث أتت لأنها فقدت خيولها... كان عنزة ينسحبون بأقصى
سرعة, باستثناء قطيع من الإبل يصل تعدادُ جمالِه إلى خمسة آلاف جمل
يبدو أنها تُركت بدون حماية, فاعتبر الباشا القطيعَ في حوزته ولذلك
زحف إلى أسفل السهل إلى نقطة على شكل تلٍّ صغير اعتبره الباشا موقعًا
استراتيجيًّا يصلح لنصب المدافع, ثم أُرسلت مجموعة من الخيالة لتمنع
الجمال من انسحابٍ محتمل تجاه الفرات, نُفذت المناورة بدقة وحُصرت الجمال.
وبينما كانت الأنظار تتجه إلى الإبل ظهرت مجموعة من ثمانية خيالة
يعبرون النهر الذي كان منخفضًا, وقبل أن ينتبه الملازم المسؤول لهذا
الخطر انطلق قائد المجموعة يعدو على ظهر جواده فطعن الملازم برمحه
وتبعثر الجنود من هول المفاجأة, ثم اتجه الجمع كله ـ البدو والجنود ـ
باتجاه التلة حيث المقر الرئيسي للمشاة والمدفعية, فأمر الباشا رماة
المدفعية بإطلاق النار وهو نفسه كان يصوّب مدفعًا, ونتيجة للرمي
الخاطئ أردى أحد الجنود أرضًا. والأهم من ذلك كله هيجان الإبل بسبب
قصف المدافع, فتدافعت فاقدة الوعي وهي تطأ بقسوة كل من تصادفه
بينها وبين النهر في الوقت الذي أفلت فيه البدو ونجحوا في قيادة القطيع كله عبر النهر.
كان قائد حملة الإنقاذ هو جدعان نفسه الذي بمهارته وشجاعة رجاله
أرجع الحملة فاشلة, بعد أن فقدت اثنين من رجالها. وعاد عصمت باشا
إلى حلب دون أي تذكار للشجاعة والذي حرص على تحقيقه دون نتيجة).
رد: الفدعان يتصدون لكتيبة تركية
محمد الرمثان
كل الشكر على الموضوع الطيب
كل الشكر على الموضوع الطيب
قاسم العوادي- عضو مجلس الإدارة
- عدد المساهمات : 156
تاريخ التسجيل : 30/05/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى