الشعلان وتحرير دمشق

الشعــــــلان وتحرير دمــــــــــشق


يقول المرحوم السيد رؤوف البحراني وزير الشؤون الأجتماعية في حكومة رشيد عالي

الكيلاني عام 1941

في مذكراته للفترة ( 1900ــ 1920) انه عندما كان ضابطا"ً في الجيش العثماني يقاتل

في صفوف الاتراك ضد الثوار العرب في جبهة معان وبعد انسحاب الاتراك من جبهة

القتال باتجاه دمشق قرر تسليم الرتل الذي بمعيته من الضباط والجنود الاتراك الى الشيخ

نوري الشعلان ولما علم ان هجوم الشيخ نوري الشعلان على دمشق كان من الجبهة

القريبة منهم وانه تعهد للجيش العربي الشمالي وللحلفاء بقدرته على انتزاع دمشق الشام

من حوزة الاتراك على ان تكون له نصيفة تلك المنطقة التي سيقوم بتحريرها وبما فيها .

وكان هو في مؤخرة هجانته يتابع حملة جماعته من خيمته وما سيفتحونه من البلد واهليه

’ وانه على مسافه قريبة جداًَ منهم .


يقول رؤوف البحراني ذهبت الى الشيخ نوري الشعلان لتحيته بالبدوية الدارجة وانني

جئت لاستقباله والترحيب به وما ان عرفني عربيا ولو في زي تركي بحكم الظرف حتى

رحب بي واجلسني على مقربة منه فوق بساط على الارض .


وبعد التعارف ذكرت له انني قبيل مجيئي إليكم قد اطلقت سراح العرب ممن معي في

الرتل وانهم التجأوا الى بيوت الأهالي للذهاب الى أهليهم في هذه الديار ومعي الان من

الاتراك حوالي المائة والخمسون شخصاً ما بين ضابط وجندي . قال : وين هم ؟ قلت

احتجزتهم في البستان القريب منكم وجردتهم من كافة الاسلحة النارية والجارحة . وهي

متروكة رهن الأشارة .


!! وقد رجوته الرفق في هؤلاء الأسرى ممن سأ سلمهم اليكم معتمداً على الشهامة

العربية المتحلية فيكم وحال وصولي الى مقرنا في البستان الذي هو من بساتين الغوطة

القريبة من دمشق حيث انه فيه هذا الرتل من الضباط والجنود الاتراك مطوقين

بالمتطوعين من عرب الشام الذين حاصروهم خشية الافلات التف حولي الضباط الاتراك

والقلق قد صرعهم يستفسرون عن مصيرهم فطمأنتهم بان هؤلاء العرب لا يضمرون لكم

أي شر وسيتم تسليم الجميع إليهم كأسرى حرب . و شريطة إيصالكم سالمين وهناك ينظر

في الأمر على ضوء سائر الأسرى ، والله الحفيظ المعين .


وبعد ساعتين اقبل الشيخ نوري الشعلان على فرسه تحفة خيالته ورجاله فخرجت اليه

للترحيب به وكان بعض الجنود العرب مازالوا ضمن هؤلاء الأسرى الأتراك فأمر

بصرفهم إلى دورهم إحراراً وتم ذلك في الحال وإستولى بعض رجاله على الأسلحة

والمعدات الحربية وتعاونوا على نقلها .

وامرني أن ارافقه على حصانه إلى دمشق وكان الأسرى ضباطاُ وجنوداً خلفنا يمشون

على الارض هونا محاطين برجاله حتى دخلنا دمشق حيث اعدت الثكنة العسكرية

المسماة الحميدية مقرا لكافة أسرى الأتراك فسلمتهم جميعهم إلى ذلك المقر سالمين .

وعدت مع الشيخ نوري الشعلان إلى دار الحكومة وقد هزني فرحاً رؤية العلم العربي

بالوانه الأربعة الخفاقة على السارية يرفرف بشموخ على سطح البناية أتي اتخذت مقراً

للجيش العربي الشمالي بقيادة الفريق علي رضا الركابي .



المصدر : قبائل عنزة وعشائرها عبر التاريخ العربي / للمحامي شفيق محسن